ما من عبد الا ويتمنى ان يصير مستجاب الدعوة ، ولكم تلقفت الاذان اخبار اناس
عرفوا بالكرامات ، والمعجزات، واستجابة الدعوات ، وذلك على مر الرسل والانبياء ، والدعوات ،
من لدن دعوة ابليس رب العالمين بالخلود الى ان يرث الله الارض ومن عليها ،
ولا تزال استجابة الله دعوات العبد حلم المؤمنين والكافرين على حد سواء ، فمن ذلك
ان سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه سال النبي صلى الله عليه وسلم قائلا
: ” يا رسول الله ادع الله ان اكون مستجاب الدعوة ” فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم : “اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ” ، ومن ذلك
وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب ان يستشرف مقدم اويس القرني _
رحمه الله تعالى ورضي عنه _ يدعو له فانه مستجاب الدعوة .
هذا ولا يزال يحير الكثيرين سؤال كيف اكون مستجاب الدعوة ؟ والجواب اخي الفاضل يتمثل
في سيرك على الخطوات التالية :
اولا : ان تتوخى دائما طيب المطعم ، لما ورد من حديث سعد بن ابي
وقاص رضي الله عنه الانف الذكر ، والمطعم الطيب يعني عدة خصال :
ان يكون من مال حلال .
ان يكون الطعام حلالا ، وحله يعني الا يكون مما حرم الله تعالى ، كالخمر
، والخنزير والميتة ، وغيرها .
ان يكون حلالا في الهيئة ، فلا يكون مثلا افطارا في نهار رمضان بلا عذر
شرعي ، او يكون في مكان لا يجوز فيه الاكل كالخلاء مثلا ، او ان
يكون اكلا باليسار مثلا بلا عذر شرعي .
ثانيا : تقوى الله تبارك وتعالى في السر والعلن ، وفي الرخاء والشدة ، لما
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ” تعرف على الله في الرخاء
يعرفك في الشدة ” .
ثالثا : ان تتلمس مواطن استجابة الدعاء ، مثل وقت السحر ، وما بين الاذان
والاقامة ، وبعد الصلوات المكتوبات ، ونزول الغيث ، والتقاء الصفوف، ودعاء المضطر ، وكذلك
المظلوم . والدعاء للاخ بظهر الغيب ، والوالدين لابنهم او عليه .
رابعا : اتباع المصطفى صلى الله عليه وسلم في ادب الدعاء ، وهو المتمثل فيما
يلي :
ان يكون على طهارة حسية ومعنوية ، مستاكا ، ومتطيبا ، وباحسن هيئة .
ان يقدم لدعائه بركعتين ما استطاع .
الا يستعجل الاجابة .
ان يتجه صوب القبلة .
ان يبدا بحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله .
ان يقدم بين يدي مسالته بالاستغفار، والتوبة ، والصدقة ان استطاع .
ان يدعو الله عز وجل صادقا من قلبه ، وموقنا بالاجابة .
ان يدعو بالخير لعموم المسلمين ، لينال اجر الدعاء لهم ، ويرزق دعوة الملائكة له
، كما في الحديث : ” ولك بالمثل ” .
ان يكون ذا همة في الدعاء ، فلا يسال الجنة وهو قادر على سؤال الله
الفردوس الاعلى منها .
ان ينهي دعاءه كما بداه بالثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم .
اخيرا : ينبغي عليك اخي المسلم ان تعلم ان حال دعائك على اوجه ثلاثة :
اما ان يعجل الله تعالى لك ثمرته في الدنيا ، او يرد بها من القضاء
قدرها ، او يؤخرها لك ليوم القيامة فتاخذها حسنات ، فيا فرح الداعين حينما تبدل
دعواتهم حسنات .
ختاما اخي الحبيب ، ، ، اسال الله جل وعلا ان يتقبل دعواتنا ، وان
يرفع درجاتنا ، وان يقيل عثراتنا ، انه جواد كريم .
- الإلحاح في الدعاء
- الالحاح في الدعاء
- دعاء الإلحاح