انا ادعو منذ 4 او 5 اعوام, ولم يقدر ان يستجاب لي بعد, ولكن هذا
ليس ما احمل همه, ففي الصيف الماضي تعسر علي النطق, وتعسرت الاستجابة, وقد انطق الله
لساني بالدعاء منذ تلك اللحظة اكثر من ذي قبل, واصبحت واثقة اكثر, واقول لنفسي: لقد
قدر الله ذاك؛ حتى يسمع صوتي, ويزداد تضرعي له, وحتى يختبرني: هل انا واثقة منه
ام لا؟ وبدا يتحقق جزء من دعوتي, وهنا تكمن المشكلة, ودعوتي هي ان اتزوج شخصا
معينا, وكنت ادعو ان يقرب الله بين اهلي واهله, وعرفت مؤخرا ان بنات عمتي صديقات
لاخته, وام امه تسكن في منطقة مجاورة لبيت عمي الذي كنا نعيش فيه عندما كنت
صغيرة, وربما اخواله يعرفون ابي وعمي, ومن خلال برنامج (انستغرام) تمكنت من الوصول لوالدته وخالاته,
وبدات بالتواصل البسيط معهم, وهنا المشكلة, فقد عرفت اسلوب حياتهم – وهو اسلوب لا باس
به, ولكني لم اعتد عليه, وانا لا احبه ايضا – فهم يتواصلون مع اقرباء اقربائهم,
ويقومون بامور اخرى لا احبها, مثل: التخييم بالصحراء, فهناك صوت في داخلي يقول: ماذا تريدين
منهم؟ فالزواج من هذه العائلة لا يناسبك – او كما يقول اخواني المصريون (بلدي اوي)
– ولكني متاكدة انه من كيد الشيطان؛ لانه في البداية كان يوسوس لي بانه لا
فائدة من دعائي, وعندما ياتيني ذلك الشعور كنت اصلي مباشرة, وادعو واطيل الدعاء, واسهر ليلا
لادعو, والشيطان يكره ان يدعو المرء ربه؛ ولهذا يوسوس له باستحالة الاجابة؛ كي ينصرف العبد
عن الدعاء, فهل يتبع وسائل اخرى غير الوسوسة للشخص باستحالة الدعاء – كان يذكر له
ان هذا الامر لا يناسبك, ولو حدث فسوف يحدث كذا وكذا؟ وما هي الوسائل التي
تساعد على انزال الدموع اثناء الدعاء؟ وهل يجوز ان اخفض راسي جدا اثناء الدعاء من
باب التذلل؟ مع الشكر والتقدير.
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فالشيطان عدو الانسان, وبذلك اخبر ربنا الرحمن في كتابه العزيز, حيث قال تعالى: ان الشيطان
لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير {فاطر:6}، فهو حريص على
تثبيط الانسان, ومنعه عن الخير، ولا سيما الدعاء, ففيه العبودية, واظهار الافتقار والضراعة لرب الارض
والسماء؛ ولذلك يحبه الله وامر به حيث قال: وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين {غافر:60}، وهو سبحانه يغضب على المعرض عن الدعاء، ففي
سنن الترمذي عن ابي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم: انه من لم يسال الله يغضب عليه. فاذا كان الامر
كذلك فيمكن للشيطان ان يتخذ كل وسيلة يمكن ان تثبط المسلمين من الدعاء، ومنها: ما
اشرت اليه بالسؤال، ومن ذلك ايضا ان يشعره ببطء الاجابة, او انه عاص ولن يستجاب
له, ونحو ذلك من مكائده.
وينبغي للمسلم ان لا يلتفت لشيء من هذه الوساوس، بل عليه ان يمضي في الدعاء
محسنا الظن بربه, وعاملا على تحقيق الشروط والاداب التي يرجى ان تتحقق معها الاجابة، والتي
بيناها بالفتوى رقم: 119608.
والدعاء نفسه من افضل الوسائل التي يستجلب بها دمع العين عند الدعاء او غيره، كما
ان تكلف البكاء يجعل الامر بعد ذلك سجية للمرء, فيصبح رقيقا تبكي عينه, وتسكب العبرات,
وهنالك امور اخرى ذكرت مفصلة بموقع الاسلام سؤال وجواب نذكرها هنا مجملة وهي: استشعار الخوف
من الله تعالى، وقراءة القران وتدبر معانيه، ومعرفة عظيم الاجر على البكاء – وخاصة في
الخلوة – والتفكر في حالك وتجرؤك على المعصية, والخوف من لقاء الله على هذه الحال,
والبكاء من الشفقة من سوء الخاتمة, وسماع المواعظ المؤثرة, والمحاضرات المرققة للقلب.
ولا باس عند الدعاء من طاطاة الراس, ونحو ذلك من الافعال التي يظهر بها المسلم
خضوعه وذله لربه سبحانه وتعالى.
ونختم بالكلام فيما يتعلق بالزواج من الشاب المذكور فنقول: ان كان هذا الشاب مرضيا في
دينه وخلقه, فلا حرج في دعائك بان يجعله الله لك زوجا, والفوارق الاجتماعية ليست مانعا
شرعا من الزواج منه, ومع هذا فان خشيت ان يكون ذلك عائقا في سبيل تحقيق
السعادة في الحياة الزوجية, فلا باس بالاعراض عنه، وسؤال الله تعالى ان يرزقك زوجا صالحا
غيره.
والله اعلم.
- البكاء عند الدعاء مستجاب
- تجربتي مع البكاء في الدعاء
- الدموع اثناء الدعاء
- البكاء اثناء الدعاء
- البكاء في الدعاء مستجاب
- هل دعاء يستجاب عند البكاء
- الدعاء البكاء
- تفسير البكاء مع الدعاء
- الدموع بالدعاء
- الدموع عند الدعاء