الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه، اما بعد:
فقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن ان ندعو على انفسنا واولادنا، فقال صلى
الله عليه وسلم: لا تدعوا على انفسكم، ولا تدعوا على اولادكم، ولا تدعوا على خدمكم،
ولا تدعوا على اموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسال فيها عطاء فيستجاب لكم. رواه
مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على انفسكم الا بخير، فان الملائكة يؤمنون على
ما تقولون. رواه مسلم.
ويتاكد النهي عن الدعاء على النفس اذا كان ذلك تسخطا وتضجرا من الحياة، لما فيه
من عدم الرضا بما قدره الله، فقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يتمنين احدكم
الموت لضر نزل به، فان كان لا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة
خيرا لي، وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. متفق عليه. وانظري الفتوى: 31194.
ومن اخطر ما يصاب به العبد هو الياس من رحمة الله، فقد قال الله تعالى:
ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون {يوسف:87}.
لذلك، فان على السائلة الكريمة ان تستغفر الله تعالى وتتوب اليه وترجو رحمته، فان التوبة
تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له مهما كانت الذنوب، فقد قال
الله تعالى: قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان
الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم { الزمر:53}.
فاذا تبت الى الله تعالى ودعوته فانه يغفر ذنوبك ويجيب دعاءك، كما قال تعالى: واني
لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى { طه:82}. وقال تعالى: واذا سالك عبادي
عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان {البقرة:186}.
وقد قال بعض اهل العلم: ان الدعاء على النفس من اللغو الذي لا اعتبار له
ولا مؤاخذة به، جاء في تفسير البغوي وغيره: قال زيد بن اسلم: ومن اللغو دعاء
الرجل على نفسه تقول لانسان اعمى الله بصري ان لم افعل كذا وكذا، اخرجني الله
من مالي ان لم اتك غدا، ويقول: هو كافر ان فعل كذا، فهذا كله لغو
لا يؤاخذه الله به ولو اخذهم به لعجل لهم العقوبة، كما قال تعالى: ولو يعجل
الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم، قال ابن عباس: هذا في قول الرجل
عند الغضب لاهله وولده: لعنكم الله، ولا بارك الله فيكم، قال قتادة: هو دعاء الرجل
على نفسه واهله وماله بما يكره ان يستجاب.
وقال ابن كثير: يخبر تعالى عن حلمه ولطفه بعباده انه لا يستجيب لهم اذا دعوا
على انفسهم او اموالهم او اولادهم في حال ضجرهم وغضبهم، وانه يعلم منهم عدم القصد
بالشر الى ارادة ذلك، فلهذا لا يستجيب لهم والحالة هذه لطفا ورحمة كما يستجيب لهم
اذا دعوا لانفسهم او لاموالهم او لاولادهم بالخير والبركة والنماء، ولهذا قال: ولو يعجل الله
للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي اليهم اجلهم. اه
ولذلك، فان دعاءك على نفسك لن يستجاب ان شاء الله تعالى وما عليك الا ان
تتوبي الى الله تعالى وتساليه العفو والعافية وطول العمر في طاعته، فخير الناس من طال
عمره وحسن عمله.
والله اعلم.
- دعاء مستجاب لطلب الموت
- الدعاء بالموت مستجاب
- دعاء يعجل الموت
- هل الدعاء على النفس بالموت مستجاب
- الدعاء على النفس بالموت في المنام
- دعاء مستجاب للموت
- دعاء تعجيل الموت
- الدعاء على النفس بالموت
- الدعاء بالموت هل يستجاب
- دعاء للموت