اجمل الادعيه المستجابه افضل دينيه اسلاميه

حكم الدعاء على النفس بالموت

حكم الدعاء على النفس بالموت Almstba-Com 1354546065 477

الحديث الاول : انما الاعمال بالنيات

الاربعين النووية ، شرح الاربعين النووية ، الاربعين النووية مع شرحها
الحديث

عن امير المؤمنين ابي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( انما الاعمال بالنيات ، وانما لكل
امريء مانوى ، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله ، فهجرته الى الله ورسوله ،
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، او امراة ينكحها ، فهجرته الى ما هاجر اليه
) . رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .

الشرح

لقد نال هذا الحديث النصيب الاوفر من اهتمام علماء الحديث ؛ وذلك لاشتماله على قواعد
عظيمة من قواعد الدين ، حتى ان بعض العلماء جعل مدار الدين على حديثين :
هذا الحديث ، بالاضافة الى حديث عائشة رضي الله عنها : ( من عمل عملا
ليس عليه امرنا فهو رد ) ؛ ووجه ذلك : ان الحديث السابق ميزان للاعمال
الظاهرة ، وحديث الباب ميزان للاعمال الباطنة .

والنية في اللغة : هي القصد والارادة ، فيتبين من ذلك ان النية من اعمال
القلوب ، فلا يشرع النطق بها ؛ فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن
يتلفظ بالنية في العبادة ، اما قول الحاج : ” لبيك اللهم حجا ” فليس
نطقا بالنية ، لكنه اشعار بالدخول في النسك ، بمعنى ان التلبية في الحج بمنزلة
التكبير في الصلاة ، ومما يدل على ذلك انه لو حج ولم يتلفظ بذلك صح
حجه عند جمهور اهل العلم .

وللنية فائدتان : اولا : تمييز العبادات عن بعضها ، وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء
الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ، ثانيا : تمييز العبادات عن العادات ،
فمثلا : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ، فيكون هذا الغسل عبادة يثاب
عليها العبد ، اما اذا اغتسل واراد به التبرد من الحر ، فهنا يكون الغسل
عادة ، فلا يثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث قاعدة مهمة وهي
قولهم : ” الامور بمقاصدها ” ، وهذه القاعدة تدخل في جميع ابواب الفقه .

وفي صدر هذا الحديث ابتدا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( انما الاعمال
بالنيات ) ، اي : انه ما من عمل الا وله نية ، فالانسان المكلف
لا يمكنه ان يعمل عملا باختياره ، ويكون هذا العمل من غير نية ، ومن
خلال ما سبق يمكننا ان نرد على اولئك الذين ابتلاهم الله بالوسواس فيكررون العمل عدة
مرات ويوهمهم الشيطان انهم لم ينووا شيئا ، فنطمئنهم انه لا يمكن ان يقع منهم
عمل باختيارهم من غير نية ، ما داموا مكلفين غير مجبرين على فعلهم .

ويستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : ( وانما لكل امريء ما نوى )
وجوب الاخلاص لله تعالى في جميع الاعمال ؛ لانه اخبر انه لا يخلص للعبد من
عمله الا ما نوى ، فان نوى في عمله الله والدار الاخرة ، كتب الله
له ثواب عمله ، واجزل له العطاء ، وان اراد به السمعة والرياء ، فقد
حبط عمله ، وكتب عليه وزره ، كما يقول الله عزوجل في محكم كتابه :
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا }
( الكهف : 110 ) .

وبذلك يتبين انه يجب على الانسان العاقل ان يجعل همه الاخرة في الامور كلها ،
ويتعهد قلبه ويحذر من الرياء او الشرك الاصغر ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم
مشيرا الى ذلك : ( من كانت الدنيا همه ، فرق الله عليه امره ،
وجعل فقره بين عينيه ، ولم ياته من الدنيا الا ما كتب له ، ومن
كانت الاخرة نيته ، جمع الله له امره ، وجعل غناه في قلبه ، واتته
الدنيا وهي راغمة ) رواه ابن ماجة .

ومن عظيم امر النية انه قد يبلغ العبد منازل الابرار ، ويكتب له ثواب اعمال
عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنية ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه قال لما رجع من غزوة تبوك : ( ان بالمدينة اقواما ما سرتم مسيرا
، ولا قطعتم واديا ، الا كانوا معكم ، قالوا يا رسول الله : وهم
بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) رواه البخاري .

و لما كان قبول الاعمال مرتبطا بقضية الاخلاص ، ساق النبي صلى الله عليه وسلم
مثلا ليوضح الصورة اكثر ، فقال : ( فمن كانت هجرته الى الله ورسوله ،
فهجرته الى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، او امراة ينكحها ،
فهجرته الى ما هاجر اليه ) ، واصل الهجرة : الانتقال من دار الكفر الى
دار الاسلام ، او من دار المعصية الى دار الصلاح ، وهذه الهجرة لا تنقطع
ابدا ما بقيت التوبة ؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
: ( لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من
مغربها ) رواه الامام احمد في مسنده و ابوداود و النسائي في السنن ، وقد
يستشكل البعض ما ورد في الحديث السابق ؛ حيث يظن ان هناك تعارضا بين هذا
الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا هجرة بعد الفتح ) كما في
” الصحيحين ” ، والجواب عن ذلك : ان المراد بالهجرة في الحديث الاخير معنى
مخصوص ؛ وهو : انقطاع الهجرة من مكة ، فقد اصبحت دار الاسلام ، فلا
هجرة منها .

على ان اطلاق الهجرة في الشرع يراد به احد امور ثلاثة : هجر المكان ،
وهجر العمل ، وهجر العامل ، اما هجر المكان : فهو الانتقال من دار الكفر
الى دار الايمان ، واما هجر العمل : فمعناه ان يهجر المسلم كل انواع الشرك
والمعاصي ، كما جاء في الحديث النبوي : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ) متفق عليه ، والمقصود من
هجر العامل : هجران اهل البدع والمعاصي ، وذلك مشروط بان تتحقق المصلحة من هجرهم
، فيتركوا ما كانوا عليه من الذنوب والمعاصي ، اما ان كان الهجر لا ينفع
، ولم تتحقق المصلحة المرجوة منه ، فانه يكون محرما .

ومما يلاحظ في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قد خص المراة بالذكر من
بين الدنيا في قوله : ( او امراة ينكحها ) ، بالرغم من انها داخلة
في عموم الدنيا ؛ وذلك زيادة في التحذير من فتنة النساء ؛ لان الافتتان بهن
اشد ، مصداقا للحديث النبوي : ( ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من
النساء ) متفق عليه ، وفي قوله : ( فهجرته الى ما هاجر اليه )
، لم يذكر ما اراده من الدنيا او المراة ، وعبر عنه بالضمير في قوله
: ( ما هاجر اليه ) ، وذلك تحقيرا لما اراده من امر الدنيا واستهانة
به واستصغارا لشانه ، حيث لم يذكره بلفظه .

ومما يستفاد من هذا الحديث – علاوة على ماتقدم – : ان على الداعية الناجح
ان يضرب الامثال لبيان وايضاح الحق الذي يحمله للناس ؛ وذلك لان النفس البشرية جبلت
على محبة سماع القصص والامثال ، فالفكرة مع المثل تطرق السمع ، وتدخل الى القلب
من غير استئذان ، وبالتالي تترك اثرها فيه ، لذلك كثر استعمالها في الكتاب والسنة
، نسال الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل ، والحمد لله رب العالمين.

 

حكم الدعاء على النفس بالموت 1431

  • الدعاء علي النفس بالموت
  • ما حكم الدعاء على انسان لأنه ظلمنا
  • الدعاء بالموت
  • حكم الدعاء بالموت
  • حكم الدعاء على النفس
  • صور دعاء على النفس
السابق
دعاء من استصعب عليه امر
التالي
ادعيه تشرح الصدر