اجمل الدعاء الى الله
الهي كيف ادعوك وقد عصيتك، فكيف لا ادعوك وقد عرفتك، وحبك في قلبي مكين، مددت
اليك يدا بالذنوب مملوة، وعينا بالرجاء ممدودة، الهي انت مالك العطايا، وانا اسير الخطايا، ومن
كرم العظماء الرفق بالاسراء، وانا اسير بجرمي مرتهن بعملي.
الهي ما اضيق الطريق على من لم تكن دليله، واوحش المسلك على من لم تكن
انيسه.
الهي ان جمعت بيني وبين اعدائك في النار لاخبرنهم اني كنت لك محبا، وانني كنت
اشهد ان لا اله الا الله.
الهي هذا سروري بك خائفا فكيف سروري بك امنا.
الهي الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك، فهب لي ما يسرك واغفر لي ما لا يضرك،
وتب علي انك انت التواب، اللهم صل على محمد وال محمد وارحمني اذا انقطع من
الدنيا اثري وامتحي من المخلوقين ذكري، وصرت من المنسيين كمن قد نسي.
الهي كبر سني ودق عظمي ونال الدهر مني، واقترب اجلي ونفدت ايامي وذهبت محاسني، ومضت
شهوتي وبقيت تبعتي، وبلي جسمي، وتقطعت اوصالي وتفرقت اعضائي، وبقيت مرتهنا بعملي.
الهي افحمتني ذنوبي وانقطعت مقالتي ولا حجة لي.
الهي انا المقر بذنبي المعترف بجرمي، الاسير باساءتي، المرتهن بعملي، المتهور في خطيئتي، المتحير عن
قصدي المنقطع بي، فصل على محمد وال محمد وتفضل علي وتجاوز عني.
الهي ان كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك املي.
الهي كيف انقلب بالخيبة من عندك محروما، وكل ظني بجودك ان تقبلني بالنجاة مرحوما.
الهي لم اسلط على حسن ظني بك قنوط الايسين، فلا تبطل صدق رجائي من بين
الاملين.
الهي عظم جرمي اذ كنت المطالب به، وكبر ذنبي اذ كنت المبارز به، الا اني
اذا ذكرت كبر ذنبي، وعظم عفوك وغفرانك، وجدت الحاصل بينهما لي اقربهما الى رحمتك ورضوانك
الهي ان دعاني الى النار (بذنبي) مخشي عقابك فقد ناداني الى الجنة بالرجاء حسن ثوابك
الهي ان اوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك، فقد انسني باليقين مكارم عطفك
الهي ان انامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك، فقد انبهتني المعرفة يا سيدي بكرم الائك
الهي ان عزب لبي عن تقويم ما يصلحني، فما عزب ايقاني بنظرك (الي) فيما ينفعني
الهي ان انقرضت بغير ما احببت من السعي ايامي، فبالايمان امضيت السالفات من اعوامي
الهي جئتك ملهوفا وقد البست عدم فاقتي، واقامني مع الادلاء بين يديك صدق حاجتي
الهي كرمت فاكرمني اذ كنت من سؤالك، وجدت بالمعروف، فاخلطني باهل نوالك
الهي اصبحت على باب من ابواب منحك سائلا، وعن التعرض لسواك بالمسالة عادلا، وليس من
شانك رد سائل ملهوف ومضطر لانتظار خير منك مالوف
الهي اقمت على قنطرة الاخطار مبلوا بالاعمال والاختبار، ان لم تعن عليها بتخفيف الاثقال والاصار
الهي امن اهل الشقاء خلقتني فاطيل بكائي، ام من اهل السعادة خلقتني فابشر رجائي
الهي ان حرمتني رؤية محمد (صلى الله عليه واله) وصرفت وجه تاميلي بالخيبة في ذلك
المقام فغير ذلك منتني نفسي، يا ذا الجلال والاكرام والطول والانعام
الهي لو لم تهدني الى الاسلام ما اهتديت، ولو لم ترزقني الايمان بك ما امنت،
ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت، ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت
الهي ان اقعدني التخلف عن السبق مع الابرار، فقد اقامتني الثقة بك على مدارج الاخيار
الهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا، كيف تسلط عليه نارا تحرقه في لظى
الهي كل مكروب اليك يلتجي، وكل محروم لك يرتجي
الهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا، وسمع المزلون عن القصد بجودك فرجعوا، وسمع المذنبون بسعة
رحمتك فتمتعوا، وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا، حتى ازدحمت عصائب العصاة من عبادك وعج اليك
(كل) منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك، ولكل امل ساق صاحبه اليك حاجة، وانت المسؤول
الذي لا تسود عنده وجوه المطالب، صل على محمد نبيك واله وافعل بي ما انت
اهله انك سميعالدعاء