لاورد سؤال للشيخ محمد المنجد حفظة علي موقع الاسلام سؤال و جواب حول ذلك الاثر المذكور فموضوعكم فكان ردة كالتالي:
الدعاءالذى انقذ الصحابى من اللص ، و فية ( يا و دود ! يا ذا العرش المجيد ! )
السؤال :
اود ان اتبين درجه هذة الاحاديث ؛ لانها تصلنى علي البريد الالكترونى و لا اعلم صحتها :
اقراة 3 مرات و الله يستجيب باذن الله : ( يا و دود يا و دود ، يا ذا العرش المجيد ، يا مبدئ يا معيد ، يا فعالا لما يريد ، اسالك بنور و جهك الذي ملا اركان عرشك ، و اسالك بقدرتك التي قدرت فيها علي كل خلقك ، و اسالك برحمتك التي و سعت جميع شيء ، لا الة الا انت ، يا مغيث اغثنى ، ثلاث مرات )
الجواب:
الحمد لله
هذا الدعاء المذكور و رد فحديث له قصه مشهوره منتشره فالمنتديات ،
لعل من المناسب ذكرها حتي يتبين امرها :
عن انس بن ما لك رضى الله عنة قال : ( كان رجل من اصحاب النبى صلي الله علية و سلم من الانصار يكني ( ابا ملعق ) ، و كان تاجرا يتجر بمالة و لغيرة يضرب بة فالافاق ، و كان ناسكا و رعا ، فخرج مره فلقية لص مقنع فالسلاح ، فقال له : ضع ما معك فانى قاتلك ، قال : ما تريد الي دمى ! شانك بالمال ، فقال : اما المال فلى ، و لست اريد الا دمك ، قال : اما اذا ابيت فذرنى اصلى اربع ركعات ؟ قال : صل ما بدا لك ، قال : فتوضا بعدها صلي اربع ركعات ، فكان من دعائة فاخر سجده ان قال : ( يا و دود ! يا ذا العرش المجيد ! يا فعال لما يريد ! اسالك بعزك الذي لا يرام ، و ملكك الذي لا يضام ، و بنورك الذي ملا اركان عرشك ، ان تكفينى شر ذلك اللص ، يا مغيث اغثنى ! ثلاث مرار ) قال : دعا فيها ثلاث مرات ، فاذا هو بفارس ربما اقبل بيدة حربه و اضعها بين اذنى فرسة ، فلما بصر بة اللص اقبل نحوة فطعنة فقتلة ، بعدها اقبل الية فقال : قم ، قال : من انت بابى انت و امى فقد اغاثنى الله بك اليوم ؟ قال : انا ملك من اهل السماء الرابعه ، دعوت بدعائك الاول فسمعت لابواب السماء قعقعه ، بعدها دعوت بدعائك الثاني فسمعت لاهل السماء ضجه ، بعدها دعوت بدعائك الثالث فقيل لى : دعاء مكروب ، فسالت الله تعالي ان يولينى قتلة .
قال انس رضى الله عنة : فاعلم انه من توضا و صلي اربع ركعات و دعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان او غير مكروب ) .
اخرجة ابن ابى الدنيا ف” مجابى الدعوه ” ( 64 ) و ” الهواتف ” ( 24 ) ،
ومن كيفية اخرجة اللالكائى ف” شرح اصول الاعتقاد ” ( 5 / 166 )
وبوب علية : ” سياق ما روى من كرامات ابى ملعق ” ،
واخرجة ” ابو موسي المدينى ” –
كما ذكر هذا الحافظ ابن حجر ف” الاصابه ” ( 7 / 379 ) فترجمه ” ابى ملعق الانصارى ”
ونقل عنة انه اوردة بتمامة فكتاب ” الوظائف ” ،
وكذا رواة عنة تلميذة ابن الاثير ف” اسد الغابه ” ( 6 / 295 ) – : جميعهم من طريق الكلبى يصلة الي انس رضى الله عنة .
وقد اضطرب فية الكلبى و اختلفت الروايه عنة :
فمره يروية عن الحسن عن انس – كما هى روايه ابن ابى الدنيا – .
ومره يروية عن الحسن عن ابى بن كعب – كما ذكر هذا ابن حجر فالاصابه عن سند ابى موسي المدينى – .
ومره يروية عن ابى صالح عن انس – كما فروايه ابن الاثير عن ابى موسي المدينى .
قال الشيخ الالبانى – رحمة الله – :
وهذا اسناد مظلم … الافه اما من الكلبى المجهول ، و اما ممن دونة ، و الحسن – و هو البصرى – مدلس و ربما عنعن ، فالسند و اة .
فمن الغريب ان يذكر ( ابو ملعق ) ذلك فالصحابه ، و لم يذكروا ما يدل علي صحبتة سوي ذلك المتن المقال بهذا الاسناد الواهى ! و لذا – و الله اعلم – لم يوردة ابن عبدالبر ف” الاستيعاب ” ، و قال الذهبى ف” التجريد ” ( 2 / 204 ) : له حديث عجيب ، لكن فسندة الكلبى ، و ليس بثقه ، و هو فكتاب ” مجابو الدعوه ” ، و يلاحظ القراء انه قال فالكلبى : ” ليس بثقه ” ، و فهذا اشاره منة الي انه لم يلتفت الي قولة فالاسناد : ” و ليس بصاحب التفسير ” ؛ لان الكلبى صاحب التفسير هو المعروف بانة ليس بثقه ، و ربما قال ف” المغنى ” : ” تركوة ، كذبة سليمان التيمى ، و زائده ، و ابن معين ، و تركة ابن القطان ، و عبد الرحمن ” .
ومن الغرائب كذلك : ان يذكر هذة القصه ابن القيم فاول كتابة ” الجواب الكافى لمن سال عن الدواء الشافى ” من روايه ابن ابى الدنيا هذة ، ملعقا اياها علي الحسن ، ساكتا عن اسنادها ! .
” السلسله الضعيفه ” ( 5737 )
قلت :
وللكلبى متابعه من قبل ما لك بن دينار ، فقد اخرج القشيرى ف” الرساله القشيريه ” ( 2 / 85 ، 86 باب الدعاء)
القصه بسياق مشابة فقال :
اخبرنا ابو الحسين على بن محمد بن بشران ببغداد قال : حدثنا ابو عمرو عثمان بن احمد المعروف بابن السماك قال : اخبرنا محمد بن عبد ربة الحضرمى قال : اخبرنا بشر بن عبدالملك قال : حدثنا موسي بن الحجاج قال : قال ما لك بن دينار : حدثنا الحسن عن انس بن ما لك رضى الله عنة … فذكر الحديث .
لكنها متابعه غير صالحه ، اذ فهذا السند علتان :
الاولي : محمد بن عبد ربة الحضرمى : لم اقف له علي ترجمه .
الثانيه : بشر بن عبدالملك الراوى عن موسي بن الحجاج : لم اعرفة كذلك ،
فكل من ترجم لهم بهذا الاسم ثلاثه :
1. بشر بن عبدالملك الخزاعى مولاهم الموصلى ، روي عن : غسان بن الربيع و محمد بن سليمان لوين و جماعه ، و روي عنة : الطبرانى .
” تاريخ الاسلام ” الذهبى ( احداث سنه 300 ة ) .
2. بشر بن عبدالملك ، ابو يزيد الكوفي نزيل البصره ، روي عن : عون بن موسي ، و عبد الله بن عبدالرحمن بن ابراهيم الانصارى ، كتب عنة : ابو حاتم بالبصره ، و روي عنة : ابو زرعه ، و سئل عنة فقال : شيخ .
” الجرح و التعديل ” لابن ابى حاتم ( 2 / 362 ) .
3. بشر بن عبدالملك العتبى ، يروي عن : يحيي بن سعيد الانصارى ، روي عنة : ابو سعيد الاشج .
” الثقات ” لابن حبان ( 6 / 97 ) .
وهم كما تري لا يبدو ان احدا منهم هو المذكور فالحديث .
الا ان الحافظ ابن ما كولا ف” الاكمال ” ( 5 / 101 ) ذكر راويا عن موسي بن الحجاج باسم ( بشران بن عبدالملك ) فقال :
واما بشران : فهو بشران بن عبدالملك ، اظنة موصليا ، حدث عن موسي بن الحجاج بن عمران السمرقندي ببيسان عن ما لك بن دينار .
انتهي .
فلعلة هو المقصود ، و تصحف اسمة فكتاب ” القشيرى ” الي ” بشر ” .
اما ابن السماك فهو ثقه ، ترجمتة ف“سير اعلام النبلاء” للذهبى ( 17 / 312 ) .
وكذا ما لك بن دينار ( 127 ة ) ترجمتة ف” تهذيب التهذيب ” ( 10 / 15 ) .
والخلاصه :
ان القصه و الدعاء لا يصحان بوجة من الوجوة ، الا ان جمل ذلك الدعاء و عباراتة ليس فشيء منها نكاره ، بل كلماتة صحيحه عظيمه تشهد لها نصوص من الكتاب و السنه ، و لكن لا يعنى هذا لزوم نجاه من دعا فيها ، او اعتقاد نصره الله تعالي لمن ذكرها ، فذلك متوقف علي صحه السند بة الي النبى صلي الله علية و سلم ، و بما ان السند لم يصح : فلا ينبغى اعتقاد هذا ، و من احب ان يحفظ هذة العبارات و يدعو فيها دون ان ينسبها الي الشرع : فلا حرج علية ان شاء الله تعالي .
والله اعلم
الاسلام سؤال و جواب
————-
تنبيه
الحديث الذي ذكر فالكتب المذكوره ليس فية ما نسب الي النبى صلي الله علية و سلم من قولة : ” لقد لقنك الله اسماءة الحسني التي اذا دعى فيها اجاب، و اذا سئل فيها اعطى”
بل فية قول انس رضى الله عنة : فاعلم انه من توضا و صلي اربع ركعات و دعا بهذا الدعاء ستجيب له مكروبا كان او غير مكروب .
وهذا و لا شك من زيادات الوضاع التي تضاف الي ما فسند الحديث من ضعف شديد و الله اعلم
- ياودود ياودود ياذا العرش المجيد يامبدئ يامعيد مجرب
- دعاء الرزق مجرب