الياس من الدعاء

الحمد للة و الصلاه و السلام علي رسول الله و علي الة و صحبه، اما بعد:

فليس عندنا ما يجزم بة فسبب ما ذكرت، و لكن المسلم المستقيم علي طريق الله تعالي لا ينبغى له ان يحزن او يياس، فمادام متمسكا بدينة ممتثلا لاوامر الله تعالى، فان امرة كلة خير، كما قال النبى صلي الله علية و سلم: عجبا لامر المؤمن! ان امرة كلة خير، و ليس هذا لاحد الا للمؤمن، ان اصابتة سراء شكر، فكان خيرا له، و ان اصابتة ضراء صبر، فكان خيرا له. رواة مسلم.

فعلي المسلم ان يبتعد عن الياس و القنوط، فقد حذر الله تعالي منهما فمحكم كتابه، فقال تعالي علي لسان يعقوب علية السلام لبنيه: و لا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون {يوسف:87}.

وقال عن ابراهيم علية السلام: قال و من يقنط من رحمه ربة الا الضالون {الحجر:56}.

واذا تسلل شيء من الحزن فينبغى ان يطمئن قلبة بذكر الله و الانس به، و يدعو بالدعاء الذي ارشدنا الية النبى صلي الله علية و سلم، فقد روي الامام احمد ان النبى صلي الله علية و سلم قال: ما اصاب احدا هم و لا حزن قط فقال: اللهم انى عبدك و ابن عبدك ابن امتك، ناصيتى بيدك، ما ض فحكمك، عدل فقضاؤك، اسالك بكل اسم هو لك سميت بة نفسك، او انزلتة فكتابك، او علمتة احدا من خلقك، او استاثرت بة فعلم الغيب عندك، ان تجعل القران ربيع قلبي، و نور صدري، و جلاء حزني، و ذهاب همي، الا اذهب الله عز و جل همة و ابدلة مكان حزنة فرحا، قالوا: يا رسول الله، ينبغى لنا ان نتعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: اجل، ينبغى لمن سمعهن ان يتعلمهن.

واعلم ان دعاء المسلم لن يضيع، فاما ان يعجل الله له بة ما اراد، و اما ان يدخر له ثوابه، و اما ان يصرف عنة بة شرا، او بلاء فهذة الدنيا، فقد قال صلي الله علية و سلم: ما من مسلم يدعو بدعوه ليس بها اثم، و لا قطيعه رحم، الا اعطاة الله فيها احدي ثلاث: اما ان يعجل له دعوته، و اما ان يدخرها فالاخرة، و اما ان يصرف عنة من السوء مثلها، قالوا: اذا نكثر؟ قال: الله اكثر. رواة الامام احمد و غيره، و صححة الشيخ الالباني.

قال ابن عبدالبر فالتمهيد: و فية دليل علي انه لا بد من الاجابه علي احدي هذة الاوجة الثلاثة. انتهى.

وقال المناوى ففيض القدير: فكل داع يستجاب له، لكن تتنوع الاجابة، فتاره تقع بعين ما دعا به، و تاره بعوضة بحسب ما تقتضية مصلحتة و حاله، فاشار بة الي ان من رحمه الله بعبدة ان يدعو بامر دنيوى فلا يستجاب له، بل يعوضة خيرا منة من صرف سوء عنه، او ادخار هذا له فالاخرة، او مغفره ذنبه. انتهى.

وعلي هذا، فان المسلم دائما يكثر من دعاء الله تعالي و يرجو الاجابة، و اذا كان دعاؤك بحصول امر دنيوي، و لم تر الاجابة، فاعلم ان دعاءك لن يضيع، بل ستحصل علي احدي الخصال الثلاث المتقدمة، و احرص علي توفر شروط اجابه الدعاء،



  • ماهياء الادعيه الثلاث المستجاب
  • أدعية يأس
  • اليأس من استجابة دعاء
  • اليأس من الدعاء
  • دعاء اليأس
  • دعاء مستجاب اليأس من الحياة
  • دغاعند اليأس
  • صور دعاء الياس والحزن


الياس من الدعاء